بقلم: جوكهان باجيك
تبرز أزمات احتجاز الرهائن كثيرًا في العلاقات الدولية. وفي الوقت الراهن يحتجز تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) الإرهابي نحو 100 مواطن تركي رهائن في العراق. إذن، فلماذا يُحتجز الناس كرهائن؟ ولماذا مثلًا تعمد منظمة إرهابية لاختطاف مواطني دولة أخرى واحتجازهم؟
أنواع الرهائن
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]ترغب الجماعات والتنظيمات المتعددة في احتجاز الرهائن الأجانب بسهولة في المناطق غير المستقرة، كنتيجة لضعف الدولة وانهيار كيانها. وعندما تطلّ هذه الأزمات برأسها تبادر الدول الأجنبية على الفور إلى إجلاء رعاياها عن هذه المناطق.[/box][/one_third]
أولًا؛ قد يكون اللجوء إلى احتجاز الرهائن من أجل “تعطيل فاعلية إحدى الدول في عملية ما”. فعلى سبيل المثال احجزت مجموعة من الدبلوماسيين الأمريكان في إيران كرهائن بتاريخ 4 نوفمبر / تشرين الثاني 1979. واحتجر هؤلاء الرهائن من قبل طلاب إيرانيين ثوريين مناصرين للزعيم “الخميني” طيلة 444 يومًا.
وكان الهدف من وراء احتجاز الرهائن الأمريكيين في طهران عام 1979 هو تعطيل فاعلية واشنطن بعدما كان الجميع يتوقع أن تتدخل بشكل صارم في إيران عقب الثورة الإسلامية الإيرانية. وبالفعل لم تستطع الولايات المتحدة فعل أي شيء للحيلولة دون إلحاق أي ضرر برعاياها المختطفين في طهران.
واليوم يشهد العراق والمنطقة بأسرها تطورات مهمة. فهل يمكننا أن نتحدث عن أزمة تشبه أزمة احتجاز الرهائن الأمريكيين في طهران عام 1977؟ وهل تسعى بعض الأطراف لشلِّ حركة تركيا “في فترة تشهد أحداث مهمة” عن طريق احتجاز بعض مواطنيها كرهائن؟
ثانيًا؛ يمكن للتنظيمات المختلفة اللجوء لطريقة احتجاز الرهائن من أجل تنفيذ مطالب محددة. فعلى سبيل المثال، احتجزت مجموعة من الإرهابيين عام 1991 طائرة تابعة للخطوط الجوية السنغافورية وأخذت ركابها رهائن، وطلبت تنفيذ مطالب معينة؛ إذ طلبت الجماعة، التي أطلقت على نفسها “الجيش الشعبي الباكستاني”، إطلاق سراح بعض السياسيين المحبوسين في باكستان.
وتتنوع طلبات الخاطفين في وقائع احتجاز الرهائن ما بين إطلاق سراح شخص ما، أو تبادل الأسرى والمعتقلين، أو طلبات سياسية واقتصادية محددة أخرى…
موجة احتجاز الرهائن
ترغب الجماعات والتنظيمات المتعددة في احتجاز الرهائن الأجانب بسهولة في المناطق غير المستقرة، كنتيجة لضعف الدولة وانهيار كيانها. وعندما تطلّ هذه الأزمات برأسها تبادر الدول الأجنبية على الفور إلى إجلاء رعاياها عن هذه المناطق.
تعرّضت اليوم دول المنطقة التي تضم سوريا والعراق إما للانهيار أو الضعف. وعليه، فربما نشهد موجة احتجاز رهائن جديدة هنا أيضًا، بالضبط كما حدث في لبنان في الماضي.
الأماكن المختارَة
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]إن جميع أنواع العمليات الإرهابية تبعث نوعًا من أنواع الرسائل. فالإرهابي يرغب من خلال ما يفعله أن يقول لكم شيئًا ويوصل رسالة للمجتمع. ولهذا السبب، فإن قراءة رسالة كل عملية احتجاز رهائن وفهمها جيدًا تحمل أهمية حيوية من أجل حل المشكلة والحيلولة دون وقوع مخاطر مماثلة في المستقبل.[/box][/one_third]من الملفت والعجيب أن الأهداف النمطية لوقائع احتجاز الرهائن دائمًا ما تكون مقرات البعثات الدبلوماسية. وعلى سبيل المثال، فقد هاجمت جماعة الجيش الأحمر اليسارية المسلحة الألمانية مبنى سفارة ألمانيا الغربية في العاصمة السويدية ستوكهولم عام 1975. كما شهدت ماليزيا في العام نفسه هجومًا على مبنى كبير كان يضم مكاتب سفارات عدد من الدولة الأجنبية.
وبصفة عامة تكون مقرات البعثات الدبلوماسية هي الهدف الأول في أزمات احتجاز الرهائن لأغراض سياسية. ومن هذا المنطلق، يمكننا أن نقول إن هناك حسابًا سياسيًا كامنًا وراء احتجاز تنظيم داعش المواطنين الأتراك في العراق.
أما عمليات احتجاز الرهائن التي تجري بهدف الإرهاب، وليس لها رسالة سياسية أو طلب مساومة، فتتم عادةً في الأسواق والمدارس والمستشفيات. وأما “الأهداف المشتركة” للأغراض السياسية إلى جانب الأغراض الأخرى، فهي الطائرات والقطارات. وهناك باحثون يزعمون أن الجماعات الإرهابية ترجّح اختطاف الطائرات من أجل استقطاب الاهتمام الإعلامي.
قراءة الرسالة
إن جميع أنواع العمليات الإرهابية تبعث نوعًا من أنواع الرسائل. فالإرهابي يرغب من خلال ما يفعله أن يقول لكم شيئًا ويوصل رسالة للمجتمع. ولهذا السبب، فإن قراءة رسالة كل عملية احتجاز رهائن وفهمها جيدًا تحمل أهمية حيوية من أجل حل المشكلة والحيلولة دون وقوع مخاطر مماثلة في المستقبل.
ـــــــــــــــ
جريدة زمان التركية