أجرى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “النيتو” “راسموسون” لقاء مع صحيفة “الزمان” التركية، وتحدث فيه عن آخر التطورات حول الأزمة العراقية وتواصله المستمر مع أنقرة لبحث تداعيات الأزمة وتأثيراتها عليها. كما أدان الهجوم على القنصلية التركية في مدينة الموصل شمال العراق. وأضاف قائلا: “لن نتردد أبداً في اتخاذ أي خطوات مناسبة من شأنها أن تدافع وتحمي حليفتنا تركيا”.
وكان الأمين العام لحلف الناتو “اندرس فورغ راسموسن”، أثناء زيارته للعاصمة أنقرة، قد أكد للصحيفة بأنه لم يتم طلب أي تدخل لحلف الناتو، بموجب المادة الخامسة من ميثاقه من قبل أي حليف بما فيهم تركيا، فيما يتعلق بالهجوم الذي شنه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” على القنصلية التركية في الموصل، واختطافه ل 49 شخصا كرهائن. وتابع “راسموسن” قائلاً: “ولكن لن نتردد أبداً في اتخاذ أي خطوات مناسبة من شأنها أن تدافع وتحمي حليفتنا تركيا”.
ونوَّه “راسموسون” بأن الحِلف قد قدَّم لحليفته تركيا بطاريات صواريخ باتريوت إبَّان توتر الأوضاع على الحدود مع سورية بطلب من تركيا، وهو دليل على التزامهم الكامل بكل الخطوات التي من شأنها أن تؤمِّن الحماية لحلفائهم ودعمهم والتضامن معهم.
وحول الانتقادات الموجهة لتركيا، من قبل وسائل الإعلام الأجنبية، بأن حدودها الجنوبية هي نقطة عبور للتنظيمات التي تتبع لتنظيم القاعدة الإرهابي، شدد “راسموسن” بأنه يوقن جيداً بامتلاك تركيا قوّة ضاربة ضد أي تنظيم إرهابي، وقد عانت كثيرا خلال مواجهتها للإرهاب، وكانت دائما تدعم الحرب ضد الإرهاب. وأضاف قائلا: لا يوجد لدي أدنى شك بأنَّ تركيا لا تقدّم الدعم للتنظيمات الإرهابية بأي شكل من الأشكال.
وذكر “راسموسن”، والذي ستنتهي ولايته كأمين عام لحلف الناتو في الخريف القادم، بأن تركيا لها مكانة قوية داخل الحلف، وقد أشاد بدورها الفعَّال وردة فعلها السريعة في مساهمتها في مكافحة القرصَنة قُبالة السَّواحل الإفريقية وفي أفغانستان وكوسوفو وفي الأزمة الأوكرانية أيضا.
وفي سؤال موجَّه له حول تطورات الأحداث الأخيرة، من ادعاءات الفساد الموجهة ضدَّ المسؤولين داخل الحكومة التركية، والعنف الممارس من قبل رجال الأمن ضد المحتجين، وفرض قيود على حرية التعبير في وسائل الإعلام التركية، ردّ “راسموسن” بأنّ هذه القضايا هي شأن داخلي لتركية، وأنا كأمين عام لحلف الناتو لا أتدخّل في مثل هذه القضايا، ولكن أستطيع القول بأننا ننتظر من كل أعضاء الحلف، بما فيهم تركيا، تطبيق المبادئ الأساسية للحلف على أرض الواقع، كالحريات الشخصية ومبادئ الديمقراطية وسيادة القانون، كما هو موضح في اتفاقية حلف الناتو، وذلك بحسب تعبيره.
وفي ضوء العديد من التهديدات الأمنَّية التي تواجه حلف الناتو في سورية والعراق وليبيا وأوكرانية، شدَّد “راسموسن” على ضرورة جاهزية الحلف للردّ على كل هذه التهديدات. وأشار إلى أنّ الأنباء التي تشكّك في مصداقية الصور المنشورة من قبل السلطات العسكرية لحلف الناتو يوم الأحد الماضي، والتي توضح دخول دبابات تابعة لروسية إلى شرق أوكرانية غير صحيحة، مؤكدا على أنّ الصور موثوقة مئة بالمئة.
والجدير بالذكر أن قوّات من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، اقتحمت الأربعاء الماضي مقر القنصلية التركية في الموصل شمال العراق، وتم احتجاز 49 شخصاً كرهائن، من بينهم القنصل التركي. كما اختطف التنظيم 31 سائقاً تركياً كانوا يعملون في محطة كهربائية بناحية “القيارة” التابعة لمدينة الموصل.