سادت حالة من الارتباك الشديد والتخبط على تصريحات وزارة الخارجية التركية في الفترة الأخيرة جراء ما شهدته مدينة الموصل شمال العراق من أحداث اقتحامِ القنصلية التركية التي تعتبر “من أراضي تركيا” وإنزالِ العلم، واحتجازِ القنصل العام وأعضاء البعثة الدبلوماسية هناك.
ففي إطار تعليقه على الوضع في الموصل، خلال كلمته في المؤتمر الصحفي الذي عُقِدَ أمس الجمعة بحضور وزراء المواصلات والطاقة والاقتصاد، قال وزير الخارجية “أحمد داوود أوغلو” “إن هناك من يحاولون تصوير الوضع بالفوضوي”، وهذا التصريح يتعارض تماماً مع التصريحات التي أدلت بها الخارجية قبل بضعة أيام. فضلاً عن ذلك، فإنه يتبادر إلى الأذهان سؤال مفاده: “فإذا كان الوضع آمناً هناك ولا وجود للفوضى، فلماذا طالبت وزارة الخارجية التركية رعاياها بمغادرة البلاد؟!”
وأُثيرت علامات تعجب كثيرة حول ما حدث في القنصلية التركية بالموصل من عملية الاقتحام وإنزال العلم التركي واختطاف الدبلوماسيين الأتراك من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد الشام والعراق (داعش)، على الرغم من تأكيد أحمد داوود أوغلو قبل السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية أن الجهات الأمنية اتخذت الإجراءات اللازمة لحماية الرعايا الأتراك هناك.
هذا وقد أعرب الرأي العام في تركيا عن امتعاضه من التصريحات التي أدلى بها نائب رئيس الوزراء التركي “بولنت أرنتش” أمس والتي قال فيها إن “داعش” لايستهدف تركيا”، متسائلين ما المنتظر حتى يدرك السادة الوزراء أن المقصود هي تركيا!