نشبت نقاشات وجدالات في النمسا بسبب دعوة رئيس الوزراء التركي “رجب طيب أردوغان” لحضور مراسم الاحتفال بالعام العاشر لاتحاد الديمقراطيين الأتراك في أوروبا يوم 19 يونيو / حزيران الجاري، حيث ادعى مسؤولو الاتحاد أنهم وجدوا صعوبة في العثور على مكان لتنظيم الاحتفالية، وأن جميع الأبواب التي طرقوها في هذا السياق أوصدت في وجوههم.
وكان وزير الخارجية والهجرة النمساوي “سيباستيان كورتس” قد أدلى بتصريح أواسط الأسبوع الجاري قال فيه: “أحذّر أردوغان صراحةً، لا يمكنه تقسيم المجتمع النمساوي. فالتكامل قضية حسّاسة بالنسبة لنا. وإلقائه خطاباً خاطئاً سيرجع بنا إلى الخلف وسيسمّم الأجواء. وإذا قال خطابًا كذلك الذي قاله في ألمانيا، فإنه سيضر بالأتراك المقيمين في النمسا”.
وكان الحاضرون في الصالة التي ألقى فيها أردوغان خطابه في ألمانيا في زيارته الأخيرة، قد رددوا هتافات معادية للمستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل”، وهو الأمر الذي استفزّ المسؤولين الألمان بشكل كبير.
وأوضح اتحاد الديمقراطيين الأتراك في أوروبا، في بيان له، أنه طلب في بادئ الأمر استئجار ملعب لكرة القدم بسعة 52 ألف متفرج في ناحية “براتر” بالعاصمة النمساوية فيينا، غير أن طلبه قوبل بالرفض من قبل إدارة الملعب. وأضاف البيان ما يلي:
“ثم بعد ذلك استأجرنا أكبر صالة رياضية في المدينة بسعة 40 ألف شخص. غير أن مسؤولي الصالة راسلونا عبر البريد الإلكتروني ليتحججوا بأعمال الإصلاح في الصالة، ومن ثم ألغوا العقد الموقع معنا. كما رُفض طلبنا استئجار ساحة “كريو” المفتوحة التي تستوعب 30 ألف شخص، لعدم رغبة حزب سياسي تنفيذ هذا الأمر. ولقد تقدّمنا بطلبات لاستئجار أماكن أخرى في النمسا، حتى في مدينة سالزبورج. ولم يرض القائمون على الأماكن التي قدمنا طلباتنا إليها بقبول طلبنا بعدما ساقوا عدداً من الحجج المتنوعة”.
وأما صحيفة “كرونا تسيتونج” النمساوية، التي يبلغ أعدادها الموزعة مليون نسخة يوميًا، فذكرت في خبر عنونته بعبارة “أردوغان غير مرغوب به في فيننا” أن رئيس الوزراء التركي لا يجد مكانًا يلقي فيه خطابه في النمسا.
وأضافت الصحيفة أن القائمين على ساحة “كريو” المفتوحة، التي تستوعب 30 ألف شخص، رفضوا مبلغ 300 ألف يورو لاستضافة فعاليات الاحتفالية.