في إطار تعليقه على قول رئيس الوزراء التركي “رجب طيب أردوغان” “أريد من رؤساء بلدياتنا أن يستعيدوا كافة الأماكن والمباني الممنوحة لهم (حركة الخدمة) واحدة تلو الأخرى في حدود القانون والديمقراطية”، قال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض “ولي أقبابا” أن أردوغان دعا بذلك إلى ارتكاب “جرائم الكراهية”.
وأضاف أقبابا في بيان خطي “أن هذه التصريحات تدلّ على أن أردوغان يكره كل مَنْ ليس منه، وقد أعطى الأوامر لرؤساء البلديات لنهج وتطبيق سياسة “مطاردة الساحرات” ضدّ كل من يخالفه، إذ دعاهم إلى تجنّب تقديم خدمات البلدية لكل من لم يدلِ بصوته لصالح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية السابقة عندما ناداهم لعدم السماح لمن تّم انتخابهم نوابًا ورؤساءَ بلديات من صفوف حزبهم ثم استقالوا من الحزب حتى بالمرور من أحيائهم!”. ومن ثم تساءل أقبابا قائلاً: “هل يمكن قبول مثل هذا التقارب في إدارة البلديات؟!”
وشدّد أقبابا على “أن الخطاب الذي ألقاه أردوغان في اجتماعٍ عقده مع رؤساء البلديات التابعة لحزب العدالة والتنمية كان عبارة عن “درس في الديكتاتورية والاستبداد” بحيث كشف من جديد عن عقليته ورؤيته وتفكيره، في الوقت الذي يحلم بالفوز بالانتخابات الرئاسية في شهر أب/أغسطس المقبل، وقد تجلّت هذه العقلية في طلبه من رؤساء البلديات سحْب الرخص والأبنية والأراضي التي مُنحت لأي شخص لا يدعم حزب العدالة والتنمية، مما يزيح الستار مرة أخرى عن التمييز والمحسوبية التي يتبعها أردوغان وأعوانه في التعامل مع المواطنين”.
ولفت أقبابا إلى أن أردوغان الذي يزعم قائلا “لقد أعطيناهم كل ما طلبوه”، يدعو رؤساء البلديات لإطلاق حملة مطاردة الساحرات ضد من يعدّهم معارضين له ليكونوا شركائه في ارتكاب جرائم الكراهية، ثم تساءل: “كيف يمكن لشخصٍ يتكلم هكذا ويحمل مثل هذه الرؤية أن يصبح رئيساً للجمهورية وأن يمثل تركيا في المحافل الدولية، في حين أن يكون رئيس الجمهورية يجب أن يكون محايداً، وأن يقف على قدم المساواة من كافة المواطنين”.
واختتم نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري؛ أكبر الأحزاب المعارضة في تركيا بيانه بقوله: “بعد أن علمنا بعقلية أردوغان هذه، يساورني قلق عميق إزاء حال المواطنين الذين لم يدلوا بأصواتهم لحزب العدالة والتنمية في البلديات التي فاز بها! فالشخص الذي يوجّه دعوة إلى رؤساء البلديات لتطبيق مثل هذه الممارسات الفاشية، من خلال كلامٍ ملؤه الكراهية و ذات صبغة إقصائية، هو آخر إنسان من الممكن أن يجلس على كرسي الرئاسة”، على حد تعبيره.