لندن (زمان عربي) – خصصت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إحدى مقالاتها الرئيسية اليوم لتقييم مجريات الأمور على الساحة التركية. وقالت إن تركيا التي يحكمها الرئيس رجب طيب أردوغان انقطعت أواصرها مع الدول الغربية ووصفت موقف أردوغان بالمتغير والمستبد وذي الحسابات المصلحية.
وقالت الصحيفة إن تركيا أصبحت فوق الواقع بالنسبة لشريحة عريضة من المجتمع في ظل حكومة أردوغان التي تم التصديق عليها بانتخابات العاشر من أغسطس/ آب الماضي. كما أضحت شريكا لا يمكن الثقة فيه بالنسبة لحلفائها في حلف شمال الأطلسي “ناتو” والاتحاد الأوروبي.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان قرار حظر النشر الذي أصدرته المحكمة التركية بخصوص الوثائق التي يزعم أنها أكدت أن جهاز المخابرات الوطني التركي أرسل شحنة أسلحة للمعارضين للنظام السوري في سوريا. كما أوضحت أن جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة قد تكون استولت على بعض هذه الأسلحة.
وزعمت الصحيفة أن أردوغان من أشد المعجبين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقالت إن الأول لم يقل شيئا كثيرًا عن التقدم الروسي في أوكرانيا إلا أنه طالب بضرورة المشاركة في منظمة شنغهاي للتعاون بدلا عن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي على فترات معينة، على حد قول الصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن هدف أردوغان من الحديث عن مزاعم إنشاء جامع في كوبا هو شغل الرأي العام التركي بموضوعات أخرى لمنع الناس عن الحديث حول موضوع قصر رئاسة الجمهورية الجديد المسمى بالقصر الأبيض المزعوم أنه تم تشييده بدون تراخيص قانونية.
كما أشارت الصحيفة إلى الزيارات الأخيرة لرؤساء الدول الأجنبية في قصر أردوغان الجديد لافتة إلى استقباله لهم وسط جنود يرتدون أزياء تمثل الـدول التركية الـ 16 عبر التاريخ واعتبرت ذلك موقفا لا يستحق حتى الانتقاد.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجماهير التي صوتت لأردوغان هي جماهير بعيدة عن مشاهدة الأخبار الحقيقية إذ إنهم يشاهدون فقط القنوات التليفزيونية الموالية للحكومة.
واختتمت مقالها قائلة: “حتى وإن كان محور تركيز أردوغان هو السياسة الداخلية بأسلوب تكتيكي إلا أن موقفه المستبد والمتغير سيجعل الدول الغربية تضطر إلى أن تعيد تفكيرها في التحالف مع تركيا أردوغان الجديدة. وفي نهاية المطاف فحتى إن كان هذا الاستعراض يحمل في طياته إيماءات بالعودة إلى الروح العثمانية إلا أنه ينبغي أن يكون للرمزية أيضًا جوهرًا وأصلا”.