إسطنبول (زمان عربي) – تعرض حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لنكسة كبيرة في الانتخابات البرلمانية التي أجريت الأحد الماضي وخسر الأغلبية المطلقة التي يتمتع بها منذ 13 عاما في البرلمان بعدما حصل على ما يقرب من 40.8 في المئة وعجز حتى عن الحصول على الأغلبية المطلقة 276 مقعدا ليفوز بشق الأنفس بـ 258 مقعدا. وأظهرت النتائج أنه شهد خسارة أصوات بنحو 3 ملايين صوت مقارنة مع انتخابات عام 2011 بالرغم من استغلاله مرافق الدولة كافة.
وعلى الرغم من نزول الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي أدى اليمين الدستورية بأنه سيكون محايدًا ويقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب على اختلاف توجهاتها بحسب الدستور، إلى الميادين الانتخابيّة وكأنه رئيس حزب وليس رئيسا للجمهورية ومطالبته بالتصويت للعدالة والتنمية، إلا أنه لم يستطع الحيلولة دون تراجع نسبة أصوات الحزب. كل ذلك مع أن نحو 80 في المئة من القنوات التركية و70 في المئة من الصحف التي يسيطر عليها أردوغان شخصيًا روّجت لكل من أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو على مدار 24 ساعة.
اللافت أن حزب العدالة والتنمية استغل وكالة الأناضول التركية الرسمية للأنباء والقناة الرسمية للدولة “تي آر تي” المفترض أن تكونا طرفاً محايداً للترويج لحملته الدعائيّة، واستخدم طائرات وسيارات الدولة في هذه الحملة.
كما أن تلاعب وكالة الأناضول عمدًا في نسبة أصوات العدالة والتنمية التي بلغت 40 في المئة مع فتح الصناديق الأولى ليلة الانتخابات وإظهارها أنها فوق 57 في المئة يعد مثالا على الحرب النفسية.
وتقول أحزاب المعارضة إن حزب العدالة والتنمية كان يرغب في مغادرة مراقبي وممثلي المعارضة صناديق الاقتراع عن طريق إيهامهم بأنهم قد خسروا حتى يستطيع الحزب بالتدخل والتلاعب في الصناديق كما يشاء.
إلا أن وكالة جيهان التركية للأنباء التي نشرت في الوقت نفسه نتائج الانتخابات في صورة محايدة وصادقة وصحيحة للغاية، أفشلت احتمالات استراتيجيات العدالة والتنمية ووكالة الأناضول والتلاعب في النتائج.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن إقدام العدالة والتنمية على استغلال الجوامع والمساجد من أجل جمع الأصوات قوبل بردود فعل سلبية شديدة لدى الرأي العام.