إسطنبول (زمان عربي) – لا شك في أن الخاسر الأكبر في الانتخابات البرلمانية التي أجريت أمس الأحد في تركيا هو حزب العدالة والتنمية بالرغم من مجيئه في المركز الأول بعدما حصل على ما يقرب من 40.8% من مجموع الأصوات إذ عجز حتى عن الحصول على الأغلبية المطلقة البالغة 276 مقعدًا ليفوز بشق الأنفس بـ258 مقعدًا فقط. وهو ما دفع الحزب الذي راح يحلل أسباب السقوط والهزيمة للبدء في النقاش حول مستقبل رئيس الحزب رئيس الوزراء أحمد داوداوغلو.
ووضع داوداوغلو نفسه في مأزق، بتعهد مثير لم يلتزم به، وأثبتت النتائج الأولية للانتخابات أنه كان مجرد استعراض للعضلات، عندما تعهد في كلمة خلال المؤتمر الجماهيري لحزب العدالة والتنمية في 9 مايو/ أيار الماضي، بالاستقالة في حالة عدم حصول حزب العدالة والتنمية على أغلبية كافية لتشكيل الحكومة بمفرده، قائلاً: “أنا أعلن التحدي من مدينة هطاي، إذا لم يخرج حزب العدالة والتنمية الأقوى من الانتخابات، وإذا لم يتمكن من تشكيل الحكومة بمفرده، فسأعلن استقالتي في 8 يونيو/ حزيران، أي صبيحة يوم الانتخابات”، حسب قوله.
وما زالت جميع الأوساط تترقب حاليًا الموقف الذي سيتخذه داوداوغلو عقب هذه التصريحات التي وضعته في مأزق. إلا أن كلمة “الاستقالة” لم تذكر، ولو مرة واحدة، على لسان داود أغلو خلال كلمته من شرفة المركز الرئيسي لحزب العدالة والتنمية في أنقرة. لكن يبدو أن التكلفة الباهظة في الانتخابات سيدفعها الرئيس رجب طيب أردوغان.
وبالنظر إلى الأسباب التي أدّت إلى الانخفاض الحاد في عدد أصوات العدالة والتنمية، نجد أن غالبية كبيرة سببها أردوغان نفسه. إذ يشير الخبراء إلى أن معاداة أردوغان في استطلاعات الرأي العام هي السبب الأبرز في اجتياز حزب الشعوب الديمقراطية الكردي الذي كان الحصان الأسود في هذه الانتخابات المصيرية، والصخرة التي تحطمت عليها أحلام أردوغان في رغبته في تطبيق النظام الرئاسي، العتبة الانتخابية في الانتخابات.
ومن الممكن سرد أسباب هزيمة العدالة والتنمية في انتخابات السابع من يوينو على النحو الآتي:
– نزول أردوغان، الذي ينبغي أن يكون محايدًا ويقف على مسافة متساوية من جميع الأحزاب على اختلاف توجهاتها بحكم منصبه، إلى الميادين الانتخابيّة وكأنه رئيس حزب سياسي وليس رئيس جمهورية محايدا، واتخاذه موقفا متعجرفا.
– مظاهر الترف والإسراف والأبّهة في قصر رئاسة الجمهورية “القصر الأبيض” غير المرخص قانونيًّا.
– تطويع الدين بشكل صارخ في السياسة وتلويحه بالمصحف وعدم تورعه في استغلال الشعارات الدينيّة التي يحترمها عموم الشعب في الميادين الانتخابية.
– عدم محاكمة الوزراء الأربعة الذين قدموا استقالاتهم لتورطهم في أعمال الفساد والرشوة التي تكشفت وقائعها في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2013.
– إصراره على النظام الرئاسي بالرغم من عدم رغبة شريحة عريضة من الشعب في ذلك.
– اتجاهاته الاستبدادية والديكتاتوريّة.
– عمليات تضليل الرأي العام الخارجة عن القانون.
– تقييد الحريات والحقوق.
وسوم:
نتائج الانتخابات التركية
أردوغان
أحمد داوداوغلو