(أ ب)- عندما كانت في السادسة عشر من عمرها، اعترض رجل طريق رنا عبد الحميد في أحد شوارع نيويورك، محاولا نزع حجابها.
وبدلا من أن تؤثر السلامة وتنسحب، مثلما ترى المسلمات الأخريات يفعلن ذلك، حولت غضبها إلى طاقة إيجابية وأطلقت برنامجا يركز على تعليم الشابات المسلمات كيفية الدفاع عن النفس، بينما يشجعهن على أن يصبحن قيادات وقدوة للآخرين في مجتمعاتهن.
رنا، وهي خريجة جامعة ميدلبري في ولاية فيرمونت الأمريكية والطالبة حاليا في كلية الإدارة الحكومية بجامعة هارفارد كينيدي، ترى أن التحديات التي تواجه المسلمين عموما، والمسلمات على وجه الخصوص، أصبحت أصعب وأشد منذ الهجمات الإرهابية التي استهدفت باريس وسان برناردينو بولاية كاليفورنيا.
تضيف رنا، 22 عاما، التي نشأت في منطقة كوينز في نيويورك “للأسف أصبح هذا الأمر (الدفاع عن النفس) أكثر إلحاحا وحصلنا على الكثير من الاتصالات”.
روبينا نياز، المديرة التنفيذية لجماعة (تيرنينغ بوينت فور ويمين آند فاميليز) أو (نقطة تحول للنساء والأسر)، وهي منظمة تعمل على إنهاء العنف الأسري داخل المجتمع الإسلامي في نيويورك، تقول إنها التقت عبد الحميد لأول مرة عندما كانت في المدرسة الثانوية وتشارك في برامج داخل المركز.
وتضيف نياز “رنا مثال حي على ما يمكن أن ينجزه المرء عندما نريد أن نستثمر هؤلاء الشابات.. إذا آمنا بهن، ودعمناهن ووقفنا بجانبهن، فإنهن يحتجن فقط إلى توجيههن وسوف نجدهن على أتم استعداد”.
المسلمات في مدن عديدة بمختلف أرجاء البلاد ينظمن أو يشاركن في دروس للدفاع عن النفس، لكن منظمة رنا مبادرة التمكين الذاتي للمرأة (وايز) تذهب إلى ما هو أبعد من مهارات الدفاع الذاتي البدني لتشمل تشجيع الشابات على أن يصبحن قائدات ورائدات في العمل الاجتماعي.
دروس التمكين قد تكون بسيطة، كتوضيح كيفية استئجار النساء أو حجز حجرة في مركز اجتماعي للحصول على نصائح بشأن كيفية أن تصبح متحدثة عامة واثقة من نفسها.
وقالت رنا إنه بشكل عام لم يستقبل المجتمع المسلم جهودها بشكل جيد.
وأضافت: “كان لدينا بعض التحديات وإعاقة من الأعضاء الأكثر تقليدية في مجتمعنا الذين لا يرون بالضرورة مساحة للنساء في القيادة، للأسف … إنه حقا أمر مثبط للهمم لأنك تريد أن يكون حلفائك داخل المجتمع”.
نما البرنامج منذ تم تقديمه للمرة الأولى لحوالي اثنتي عشرة فتاة في الطابق السفلي من مركز مجتمعي في بروكلين. البرنامج الأساسي، ويطلق عليه مينتي مسلمة، هو مخيم صيفي مكون من 13 جلسة تحضره في نيويورك نحو 50 شابة في سن المدرسة الثانوية والذي يتتبع مخطط لدورة تدريبية مكونة من 100 صفحة وضعتها رنا خلال دورة دراسة مستقلة في ميدلبري.
تعتمد المنظمة بشكل كبير على المساحة التي يتم التبرع بها وعلى المتطوعين، لكنها تلقت أيضا تبرعات، وفي بعض الحالات يتم فرض رسوم على الأشخاص الذين يشاركون في البرنامج للمساعدة في تحمل النفقات. إنها بصدد تشكيل مجموعة رسمية غير ربحية حتى يمكن ل”وايز” أن يكون لها مقر دائم وميزانية. أثناء وجودها كطالبة جامعية في كلية ميدلبري في فيرمونت، استخدمت رنا منحة من مركز الريادة الاجتماعية في الكلية من أجل توسيع منظمتها.
وقالت هيذر نويفيرت المدير المشارك لمركز ميدلبري لريادة الأعمال: “ما يجعل رنا مميزة حقا أننا رأينا فيها أن هذه مسألة متصلة بهويتها وأنها تدفعها طوال الوقت … خاضت ما كان يمكن أن يكون تجربة كان يمكن أن توقفها، أدركت حقا القوة في ذلك، وأعتقد أن الطريقة التي تتواصل بها مع الآخرين مراعية للآخرين بشكل عميق.”
تسافر رنا أحيانا لقيادة برامج خارج نيويورك، ولكن يقود معظم البرامج أشخاص خاضوا البرنامج ثم تم تدريبهم على تدريسها. وتعقد البرامج الصيفية خارج نيويورك في يونيون سيتي ونيو جيرزي وواشنطن ودالاس ومدريد، وفي أدنبرة في اسكتلندا. وتعمل رنا على وضع برامج في شيكاغو ودبلن واسطنبول. وتخطط “وايز” الشهر المقبل أيضا لبرنامج لمدة ثلاثة أيام في بوسطن للنساء اليهوديات.
وقالت ناتاشا صديق، وهي طالبة تبلغ من العمر 19 عاما في جامعة برينستون إنها شاركت في وايز بعد السنة الثالثة في المدرسة الثانوية عندما تم قبولها في برامج صيف نيويورك.
وأضافت: “كان هناك كثير من الأحاديث الهامة حقا لم تكن لدي من قبل، ولكن أتيحت لي الفرصة لهذه الأحاديث مع مجموعة من الفتيات اللواتي كن بالقرب مني في العمر”.