أنقرة (الزمان التركية) – وصف شوقي يلماز، النائب البرلماني السابق عن حزب الرفاه المنحل (1983-1998)، ورفيق درب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ أيام الراحل نجم الدين أربكان، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن بـ”البطل الوطني”.
لقد ظهر أن شوقي يلماز الذي يكتب في جريدة “يني عقد” الموالية، والذي هو والد نائب حزب العدالة والتنمية عن مدينة كوجالي محمد عاكف يلماز، قام بالدعاية لصالح تنظيم القاعدة الإرهابي، خلال بث مباشر على قناة “عقد تي في” التابعة لصحيفة يني عقد.
وقال شوقي يلماز خلال البرنامج “إن أحدث 11 سبتمبر/ أيلول كانت مجرد سيناريو لدخول الولايات المتحدة إلى منطقة الشرق الأوسط مرة أخرى”.
وأعلن يلماز أسامة بن لادن بطلا وطنيا قدم للعالم وأنه إرهابي، حيث قال: “إن أسامة بن لادن حارب الروس مع المجاهدين الأفغان، وانتصر عليهم. إنه كان من أغنى العائلات على مستوى العالم، فلم يترك النعم والمتعة ليمكث وسط جبال أفغانستان؟ لقد ترك متع الحياة والسلطة وراء ظهره، وقرر المجاهدة من أجل إسقاط الجيش الأحمر”، على حد تعبيره.
ولفت يلماز إلى أن أمريكا قصفت مصانع الأدوية في السودان حتى لا يتمكن المسلمون من تصنيع الدواء، قائلا: “هذه المصانع أيضا كانت خاصة ببن لادن المسكين. أنشأ مصانع الأدوية حتى لا يتعرض المسلمون هناك للاستعمار والاستغلال. كان له خدمات كثيرة في أفريقيا”.
القاعدة بطل الإسلاميين!
ولم تعد هذه المرة الأولى التي يمدح فيها شوقي يلماز أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة؛ لأن الجماعات الإسلامية وحزب العدالة والتنمية كانوا يقفون بجانبه منذ البداية ويمدحونه.
كما مدح التيار الإسلامي بن لادن بشكل واضح وصريح في منشوراتهم. وكان من أبرز هذا المديح، مدح عدد كبير من كتاب التيار الإسلامي – من بينهم حسن كاراكايا وأسرا ألونو- لتنظيم القاعدة، خاصة بعد مقتل بن لادن. وقال الكاتب الصحفي بجريدة “قرار” المقربة من الحكومة، خاقان ألبيراق، في مقاله بجريدة “يني شفق” بتاريخ 3 مايو/ آيار 2011: “لا أعرف إذا كان أسامة بن لادن قد مات أم لا؟ فإن مات اللهم زد من أجره، وتغاض عن تقصيره”.
شوقي يلماز يدعو الاستخبارات التركية لتنظيم اغتيالات
وكان يلماز قد لفت بدعوته لإجراء اغتيالات ضد الأحزاب السياسية الكردية في حوار مع القناة ذاتها قائلا: “على جهاز الاستخبارات التركية اغتيال أعضاء حزب الشعوب الديمقراطية الكردي”.
كما علق يلماز على عدد من الوقائع بتعليقات مثيرة للجدل، واصفا ضحايا تفجير محطة حافلات أنقرة الذي تبناه داعش والذي أسفر عن مقتل 101 شخص بـ”شباب مخدوعين”، وضحايا تفجير مدينة سوروج الذي نظمه تنظيم داعش أيضا وتمخض عن مقتل 33 شابا “ضحايا سموم الإلحاد”، “ضحايا سموم الأخلاق”، ضحايا عداء الدولة”.
وقال يلماز إن “الأبطال” الذين نظموا عمليات الاغتيال ضد أعضاء منظمة آسالا ASALA الأرمنية، ينتظرون اليوم أداء المهمات ذاتها، داعيا حزب العدالة والتنمية لاستغلالهم في عمليات الاغتيال.
وأكد شوقي يلماز ضرورة اقتطاف بعض الرؤوس التي أينعت من قبل جهاز الاستخبارات التركية، دون انتظار قرارات وأحكام الإعدام، مدعيا أن هذا من تعاليم الإسلام وأن الإرهابي لا يمكن محاربته بالدستور والقانون، على حد زعمه.
هل سيحرك المدعون العامون ساكنا؟
وتصنف تركيا كغيرها من دول العالم، تنظيم القاعدة على أنه تنظيم إرهابي. وهنا تتجه الأنظار كلها نحو حكومة العدالة والتنمية ومدعيها العامين، الذين اعتقلوا عشرات الصحفيين بزعم دعمهم ومشاركتهم في حملات دعائية للتنظيمات الإرهابية، في انتظار ما ستفعله مع “شوقي يلماز” الذي مدح تنظيم القاعدة صراحة وعلنا. وفي حالة ما إذا قرر الجهاز القضائي غض النظر عن يلماز، سيكون المجلس الأعلى للقضاة والمدعين العامين قد ارتكب جريمة “الإهمال الوظيفي”.