أوشاك ( الزمان التركية ) – اعتقلت قوات الأمن التركية عروسين أثناء توجههما إلى قاعة الزفاف بعد عقدهما القِران وذلك في إطار الحملات الأمنية ضد الانقلاب.
وكان العروسان أمينة شاتيك وأيكوت كوتلو في مدينة أوشاك قد أكملا استعداداتهما لحفل الزفاف وعقدوا النكاح، وأثناء توجههما إلى قاعة الزفاف قامت الشرطة بإيقاف السيارات في مدخل مدينة أوشاك وعقب تفقدها للسيارات قامت باعتقال العروسين واقتيادهما إلى مركز الشرطة بينما ينتظر مئات المدعوين العروسين في القاعة وذلك بتهمة استخدامهما تطبيق بايلوك والذي تدعي السلطات التركية أنها كانت وسيلة التواصل بين الانقلابيين.
وتُعد هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الظلم الذي أعقب المحاولة الانقلابية الفاشلة حفلات الزفاف وذلك بعد استهدافه النساء الحوامل والأمهات برفقة أطفالهن الرضع وكبار السن والمرضى والنساء اللاتي وضعن حملهن حديثا.
هذا وانتقد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الواقعة مشيرين إلى أن نظام أردوغان بدأ باستهداف حفلات الزفاف تماما مثلما فعل تنظيم داعش الإرهابي في سوريا وأن انتهاكات حقوق الإنسان التي تشهدها تركيا في ظل الطوارئ بلغت مرحلة الاعتداء على حفلات الزفاف.
تقرير المخابرت التركية حول تطبيق بايلوك
ومع أن أردوغان زعم أن تطبيق بايلوك كان “الوسيلة السرية لتواصل الانقلابيين”، و”لا يستخدمه إلا المنتمون إلى حركة الخدمة”، و”لا يمكن تحميله إلا من خلال واصلة أو بولوتوث”، وكل عمليات الاعتقال والفصل تجري بتهمة استخدام هذا التطبيق وإن لم تكن مشاركة فعلية في محاولة الانقلاب، إلا أن صحيفة “حريت” التركية نشرت في شهر أكتوبر / تشرين الأول الماضي حوارا في افتتاحيتها أجرته مع ديفيد كينز؛ صاحب برنامج وتطبيق بايلوك، حيث أكد أن التطبيق توقف تداوله وطرحه في كل من Google Play وAppstore منذ شهر يناير / كانون الثاني من عام 2016، أي قبل ستة أشهر من وقوع الانقلاب الفاشل، وأن التطبيق نزله حوالي 600 ألف شخص، وهو مفتوح للجميع، وليس مقتصرا على المنتمين إلى حركة الخدمة، كما زعم أردوغان.
ولما جاء يوم 17 من شهر يناير المنصرم نشرت معظم الصحف التركية تقريرا أعدته المخابرات التركية يتناقض مع أطروحات أردوغان حول تطبيق بايلوك. ومع أن التقرير أعد أصلا من أجل الدعاية السوداء ضد الخدمة، وتقديم أدلة جديدة تساند نظرية وقوفها وراء الانقلاب الفاشل، إلا أن “قراءة ما بين السطور” تكشف أن المخابرات التركية تعترف بشكل صارخ بأن التطبيق يمكن أن يحمله أي شخص من Google Play المفتوح للجميع. بمعنى أنها نفت مزاعمها السابقة التي ادعت فيها أنه لا يمكن تحميله إلا من خلال واصلة أو بولوتوث، وأنه خاص بأفراد حركة الخدمة، كما أقرت بأن هذا التطبيق قد بدأ عرضه على المستخدمين عبر Google Play منذ بداية عام 2014 حتى مطلع عام 2016، أي انتهى عرضه قبل 6 أشهر من الانقلاب الفاشل، التقرير الذي أيد تصريحات صاحب التطبيق وأسقط مزاعم أردوغان.
وحتى لو افترضنا صحة مزاعم أردوغان حول تطبيق بايلوك، فإن جميع عمليات الاعتقال بتهمة استخدامه تعسفية وغير قانونية، ذلك أن هذه المزاعم مصدرها المخابرات التركية التي سبق أن أعلنت بشكل رسمي “أن الوثائق والتقارير الاستخباراتية التي نقدمها لمؤسسات الدولة الأخرى، والتي نعدها بعد تقييم وتفسير الوثائق والمعلومات التي تأتي إلى جهازنا من مصادر مختلفة، لا يمكن استخدامها كأدلة قانونية”.